مقدمة
البداية كانت مشكلة بسيطة ، لم تجد من يتصدى لها ، ثم استفحلت حتى صارت كالوحش الكاسر تأتي على الأخضر واليابس ، هام الجميع على وجوههم في السؤال عن كيفية الخلاص منها .... وظل البحث والسؤال لسنوات وسنوات لايجاد مخرج من سوادل الليل المظلم التي حاكتها عن قصد أو غيره أياد خفية .. غيرت مجرى العلاقات في المسرح المحلي والدولي ، لتصبح بحق ذات مفهوم معقد تلوح أركان المأزق من مجرد إسمه ( أزمــــة ) .. فما طبيعة ادارة الأزمات الدولية ؟
لمحاولة الاحاطة بهذا المفهوم الشائك وما يتعلق به من أطر نظرية وعملية في آن واحد ، حاولنا من خلال البحث المتواصل ضبط جملة من الفرضيات أبرزها وأهمها : بقدر ما تتناول الأزمة بالتحليل والتعمق في فهم ركائزها وأركانها بقدر ما تتنوع حلولها وتتضح معالم آفاقها ..
وللاحاطة بمختلف جوانب الاشكالية المطروحة انتهجنا المنهج الوصفي والتاريخي ، لتنسج خطتنا على فصلين ، فبعد المقدمة نستعرض في الفصل الأول مفهوم ادارة الازمات الدولية كإطار نظري لنتطرق في الفصل الثاني الى آليات ادارة الازمات الدولية كإطار تطبيقي عملي ، فالخاتمة ...
الفصل الأول : مفهوم ادارة الازمات الدولية
المبحث الأول : تعريف ادارة الازمة الدولية
أولا : تعريف الأزمة – لغة : تعني الشدة والقحط والضيق وأصل الكلمة اغريقي ( krisis) وتعني القرار ( decision) ، وفي الانجليزية تعني التحول إلى الأسوأ في مرض خطير أو خلل في الوظائف ، أما في اللغة الصينية ( wetji ) وتعني الفرصة والخطر أي عندما تتعرض للخطر انتهز الفرصة وحقق ما تحلم به ..
- اصطلاحا : هي موقف أو حدث يتسم بالخطورة والعمق واتساع التأثير مما يجعل من الصعوبة بمكان السيطرة على الأوضاع بالطرق والاساليب والامكانات المعتادة ... انها نتاج مجموعة من التتابعات التراكمية التي يغذي كلا منها الآخر الى أن تصل الى الانفجار وهي أنواع عدة : أمنية – اقتصادية – اعلامية – ثقافية ..... وتتميز عموما بجملة الخصائص التالية :
- وجود مجموعة قوى تشكل ضغطا على السلطة السياسية
- وجود تهديد سياسي لمصالح كيان الدولة وأهدافها واستقرارها
- قد يتطلب التعامل مع الازمة الاستعانة بقوى خارجية للتغلب عليها
- محدودية الوقت لاتخاذ القرار الملائم
- التوتر والقلق المصاحب لظروف اتخاذ القرار
- تجلب الازمة مؤيدين ومعارضين من الداخل والخارج بحسب الطبيعة والمستوى ..
ثانيا : تعريف الازمة الدولية :
هي الحد الذي يبلغه التناحر الدولي والذي يؤدي الى تعطيل سير النظام أو يحول دون تأديته لوظيفته أو إحدى وظائفه ... ولقد انقسم الكتاب في تعريف ازمة الدولية الى ثلاث مدارس :
- المدرسة النسقية : ابرز روادها كورال بيل – سنايدر كلين – أوران يونغ
- مدرسة صنع القرار : ابرز روادها فارلس هيرمن – هولتس – جيمس روبنسون ..
- المدرسة التوفيقية : أبرز روادها مايكل بريشر
ثالثا : تعريف الادارة :
النشاط الموجه نحو التعاون المستمر والتنسيق الفعال بين الجهود البشرية المختلفة من أجل تحقيق هدف معين بدرجة من الكفاءة العالية ...
انها جملة من التفاعلات الموجهة لايجاد حلول لبعض المعضلات الحادثة سواء مفتعلة أو مفاجئة ، تقوم على التخطيط والتدريب بهدف التنبؤ بالازمات ومعالجتها والوقاية من عواقبها ...
رابعا : أبرز المفاهيم ذات العلاقة :
لعل أهم المفاهيم المرتبطة بمصطلح الازمة : الصراع ، النزاع
- الصراع : تصادم الارادات حيث يكون هدف كل طرف تحطيم الآخر كليا أو جزئيا ..
- النزاع : عادة ما يكون قانونيا ، ويعني الخلاف وعدم الاتفاق ..
كما نميز أيضا مفاهيم أخرى ( أوضحناه في المطبوعة المرفقة )
- الكارثة
- القوة القاهرة
- الصدمة
- المشكلة
- الخلاف
- الحدث