بناء السلام في فترات ما بعد الصراع

مشرفة عدد المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 15/01/2013

من أعداد: وردة رزاق/ ايمان بومزبر
: الإطار المفاهيمي لبناء السلام.
 المبحث الأول : مفهوم بناء السلام.
 المبحث الثاني : مقومات عملية بناء السلام.
 المبحث الثالث : استراتيجيات بناء السلام.
 المبحث الرابع: لجنة بناء السلام .
المبحث الأول: مفهوم بناء السلام.
تعريف السلام:
تعددت تعريفات السلام، فعقب الحربين العالميتين عرف بأنه " غياب الحرب." كما عرف بأنه " غياب العنف أو الشر وحلول العدالة." و عرف أيضا بأنه " عبارة عن محصلة التفاعل ما بين النظام المدني و العدالة الاجتماعية." و نجد تعريف آخر يرى أن " السلام ليس فقط غياب الحرب بل أيضا حلول الخير للفرد و المجتمع
تعريف بناء السلام Peace Building:
دخل مفهوم بناء السلام الجديد نسبيا في فترة التسعينيات حيث نشأ كنتيجة لانتشار الحروب الأهلية في العالم الثالث، و هو عبارة عن مفهوم يحدد البنى و يدعمها، و هي بنى من شأنها تمتين السلام و ترسيخه في سبيل تفادي العودة إلى الصراع. يعرف بناء السلام على أنه "تشييد البنية الأساسية و الهياكل التي تساعد أطراف النزاع على العبور من مرحلة النزاع إلى مرحلة السلام الايجابي"
و يعرف أيضا بأنه مفهوم " يضم العمليات التي تهدف إلى لإنعاش المجتمع المدني و إعادة بناء البنية التحتية و استعادة المؤسسات التي حطمتها الحرب أو النزاعات الأهلية للمجتمعات، و قد تسعى هذه العمليات إلى إقامة هذه المؤسسات إذا لم تكن موجودة بما يمنع نشوب الحرب مرة أخرى."
يتداخل مفهوم بناء السلام مع عدة مفاهيم أهمها:
حفظ السلام Peacekeeping :
و هو مصطلح يشير إلى كل الجهود التي تتخذ أثناء النزاع بغرض تخفيضه أو إزالة مظاهر النزاع و تثبيت تفاعليات النزاع على درجة من اللاعنف يمكن معها استكشاف أساليب لحل و إصلاح النزاع. إن الغرض من حفظ السلام ليس حل النزاع من جذوره و إنما استعادة اللاعنف.

صنع السلامPeace Making :
يشير صنع السلام إلى الجهود و العمليات التي تتضمن أي عمل يهدف إلى دفع الأطراف المتحاربة للتوصل لإلى اتفاق سلام من خلال الوسائل السلمية كالتفاوض و التحاور بين الأطراف و استعمال الوسائل الدبلوماسية لحل النزاع ،و تجدر الإشارة إلى أن صنع السلام لا يتضمن استخدام القوة العسكرية ضد أي من الأطراف لإنهاء الصراع.
فرض السلام Peace Enforcement :
ينصرف هذا المفهوم إلى استخدام القوة المسلحة أو التهديد من أجل إرغام الطرف المعني على الامتثال للقرارات و العقوبات المفروضة من أجل الحفاظ على السلم و النظام، و قد تتضمن جهود فرض السلام إجراءات غير عسكرية كالعقوبات، و إجراءات عسكرية.
بصفة عامة يمكن أن نلخص الاختلافات بين هذه المفاهيم كما يلي:
 حفظ السلام يهدف إلى إدارة النزاع.
 صنع السلام يهدف إلى حل النزاع.
 بناء السلام يهدف إلى إصلاح النزاع.
إن بناء السلام قضية تعني كل البلدان في مراحل النمو، و بالنسبة إلى البلدان التي تخرج من حالة الصراع يمنح مفهوم بناء السلام فرصة إنشاء مؤسسات اجتماعية و سياسية و قضائية جديدة و هي بمثابة القوة الدافعة نحو التطور.

المبحث الثاني: مقومات عملية بناء السلام.
لعملية بناء السلام مقومات رئيسية و هي:
o يرمي إلى توجيه الطاقة الناجمة عن النزاع نحو اتجاهات بناءة و مسالمة بدلا من اتجاهات مدمرة و عنيفة، و هي لا ترمي إلى إلغاء النزاع بل إلى إنتاج تغيير إيجابي.
o تظم عملية بناء السلام عادة مجموعة من صانعي القرار السياسيين و المواطنين و الوكالات التي تعني بالمساعدات و التنمية و المنظمات الدينية و الحركات الاجتماعية.
o يمكن أن تتم عملية بناء السلام في أي وقت من مراحل الدورة المتصاعدة، فإذا لم تأخذ الدبلوماسية الوقائية مجراها عند أول مؤشر للاضطراب و بقيت مشكلات من دون تقويم يستدعي تطبيق تدابير وقائية مناسبة لحل المشكلة.
المبحث الثالث: إستراتيجية بناء السلام.
تعد إستراتيجية بناء المؤسسات أولى الاستراتيجيات في عملية بناء السلام و تحقيق الاستقرار في الدول المنهارة و تتمثل أهداف هذه الإستراتيجية في:
_ تعزيز الإدارة و إصلاحها.
_ إنشاء مؤسسات لتسوية النزاعات.
_تحسين أنظمة التمويل و الضرائب.
كما أن بناء المؤسسات أمر لا يمكن الاستغناء عنه لكنه ليس كافيا إذ أن بناء الهياكل الاجتماعية و السياسية المستقرة في المجتمعات التي مزقتها الحروب يتطلب أيضا الإستراتيجية المقنعة للتنمية الاقتصادية و مناهج متجهة من القاعدة إلى القمة و أنشطة لبناء المجتمع المدني.
و تتلخص إستراتيجيات بناء السلام في كامل العمليات التي تسعى إلى التعاطي مع أسباب النزاعات و الأزمات العنيفة الكاملة في سبيل ضمان عدم تكرارها، و هي تهدف إلى تلبية الحاجات الأساسية للأمن و النظام و الحماية و الطعام و اللباس. و تجري عملية بناء السلام على كافة الأصعدة على المستويين الوطني و الدولي و منها على سبيل المثال وضع أنظمة ضبط التسلح في مكانها، و زيادة عدد آليات بناء الثقة كمحاولات تضمن التعاون و السلام في الصفقات الوطنية و الدولية، كذلك المبادرات في داخل الوطن التي ترمي إلى تقليص الفجوات بين الغني و الفقير، و نشر مبادئ حقوق الإنسان و بناء عملية التنمية المستدامة.

و تتضمن إستراتيجية بناء السلام في فترة ما بعد النزاع ستة عناصر رئيسية و هي :
_ إعادة إطلاق الاقتصاد الوطني.
_ استثمارات لامركزية مؤسسة على الجماعة.
_ إصلاح شبكات الاتصالات و المواصلات الرئيسية.
_ نزع الألغام.
_ تسريح المقاتلين السابقين و إعادة تأهيلهم.
_ إعادة دمج السكان المهجرين.

المبحث الرابع : لجنة بناء السلام.
المطلب الأول: تعريف لجنة بناء السلام.
أنشئت لجنة بناء السلام من قبل مجلس الأمن والجمعية العامة في القرارين: مجلس الأمن 1645 (2005) ، والجمعية العامة بالقرار A/RES/60/180.، و هي هيئة استشارية توصياتها تحمل وزنا بفضل اتساع وتنوع عضويتها حيث تضم لجنة تنظيمية وتشكيلات لبلدان بعينها، وتتشكل اللجنة التنظيمية من 31 دولة عضو كما يلي:
• سبعة من مجلس الأمن (بما في ذلك الأعضاء الخمسة الدائمين).
• سبعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC)، مع إيلاء الاعتبار للبلدان ذات الخبرة بالانتعاش بعد الصراع.
• خمسة من أكبر عشرة من المساهمين الماليين في ميزانيات الأمم المتحدة بما في ذلك التبرعات لوكالات الأمم المتحدة وبرامجها وصندوق بناء السلام.
• خمسة من أكبر عشرة من مقدمي العسكريين والشرطة المدنية لبعثات الأمم المتحدة.
• سبعة أعضاء إضافيين لإصلاح الخلل الجغرافي ويتضمنون بلدان لها تجربة بعد الصراع تنتخبهم الجمعية العامة.
بالإضافة إلى أعضاء اللجنة التنظيمية فإن هناك اجتماعات لبلدان بعينها تتضمن مشاركين آخرين مثل بلدان الجوار والمنظمات الإقليمية والمنظمات متعددة الأطراف والمؤسسات المالية وممثلي المجتمع المدني.

المطلب الثاني : مهام لجنة بناء السلام.
تسد اللجنة ثغرة مهمة في منظومة الأمم المتحدة في الفترة ما بين الإغاثة وإلى التنمية. فهي تجمع معا حكومة بلد معين مع كل الأطراف المعنية الدولية والوطنية لمناقشة وإقرار إستراتيجية بناء سلام طويلة الأمد بهدف الوقاية من السقوط مرة أخرى في الصراع. وتعمل اللجنة بشكل وثيق مع السلطات الوطنية المعنية ،
تبقى لجنة بناء السلام تهتم عن كثب بهذا البلد حتى يصل إلى مرحلة يعتبر فيها أن خطر سقوطه في الصراع مرة أخرى يمثل احتمالا ضئيلا للغاية.و يمكن تلخيص مهامها في ما يلي :
• اقتراح استراتيجيات متكاملة لبناء السلام والانتعاش بعد الصراع.
• المساعدة على ضمان تمويل يمكن الاعتماد عليه لأنشطة انتعاش مبكرة واستثمار مالي مستدام على المدى المتوسط إلى المدى الطويل.
• تمديد فترة اهتمام المجتمع الدولي بالانتعاش بعد الصراع.
• تطوير أفضل الممارسات للموضوعات التي تتطلب مشاورات مكثفة وتعاون بين الأطراف السياسية والأمنية والإنسانية والتنموية.

مشكورين على هذه الاضافة المتميزة
موفقتين ان شاء الله
مزيدا من التألق في خدمة العلم

» ماهية الصراع
» اقترابات الصراع
» الموضوع الأول :النظرية في العلاقات الدولية .